ابن رشد
(1126 ـ 1198 م)
هو محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رشد. كان والده قاضي قرطبة وكان جده قاضي قضاة الأندلس. ولد في قرطبة ودرس القرآن والفقه والطب والفلسفة. أُسند إليه القضاء في اشبيلية، ثم صار قاضي قضاة قرطبة. وبعد وفاة ابن عقيل، الطبيب والفيلسوف المعروف، استوزره أبو يعقوب بن عبد المؤتمن، لكن الوشاة والحساد أوغروا صدر ابن أبي زيد عليه، فأمر بمحاكمته وإحراق كتبه بتهمة الكفر. وقد نفي ابن رشد حوالي سنة، ثم صدر العفو عنه. لكنه عزف عن الحياة السياسية والاجتماعية.
مات في مراكش ودفن فيها ثم نقل رفاته إلى قرطبة.
ابن رشد بين فكّي التاريخ
هذا العالم والمفكر الذي حظي بشهرة عالمية، نفي وعزل عن الحياة السياسية بعد أن كان وزيراً وقاضياً، وأحرقت معظم كتبه.
وقد ألّف ابن رشد أكثر من سبعين كتاباً ورسالة. وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على سعة إطلاعه ومعرفته والمقام العظيم الذي استحقه.
أما المتاعب والمصاعب التي لاقاها في حياته فقد كانت بحجم قيمته وأهميته وفكره. فقد كثر حسّاده والساعون إلى عزله، لأنهم كانوا يعرفون انه أفضل منهم.
أهم كتبه :
- تهافت التهافت ـ رد على الغزالي.
- جوامع سياسة أفلاطون.
- أرسطو
- شرح أرجوزة ابن سينا.
- بداية المجتهد ونهاية المقتصد.
- الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
وفي الغرب يسمّون ابن رشد Averroes وقد اهتمّ به الغرب بفضل شرحه لكتب أرسطو وتظهيرها من الآراء الدخيلة عليها. وهو يسمي أرسطو " الإنسان الأكثر كمالاً ". وقد درست أوروبا كتب ابن رشد مئات السنين.
آمن ابن رشد أنّ الفلسفة هي الطريق للوصول إلى الله، وفضّل الحقيقة العقلية على الحقيقة الدينية، ودافع عن الفلاسفة وآمن ان الجمهورية الفاضلة هي دولة الخلفاء الراشدين، ورأى أنّ بإمكان المرأة القيام بالأدوار التي يقوم بها الرجل، مثل السياسة وغيرها، وأن المجتمع يظلمها، وبظلمها حرم فضل تفكيرها. وكان رأيه في الدين انه أحكام شرعية لا مذاهب نظرية.
خلاصة
كان ابن رشد عبقري عصره وعبقري كل العصور. وقد اعتمد الغرب على علمه قرونا.. لكنه أهين ونفي وأحرقت كتبه القيمة في الشرق فحرمنا من علمه.
ومن النزر اليسير الذي وصلنا يمكننا القول إن ابن رشد هو الفيلسوف الأول والفقيه الكبير والطبيب المبتكر والسياسي الحكيم.